كان كثير التفكير يحب الوحدة والإنعزال عن الناس
فأحب الإنفراد ليرتاح منه المجتمع ومن وجوده السيء بينهم
هذا هو تفكير ذلك اليتيم الحزين .
يعيش عند جدته العجوز غرفة صغيره هي الوحيدة التي صبرت على حاله
كان يستريح فيها واضع يده اليمنى على خده ويفكر بأشياء خياليه وجميله في واقعه المؤلم!
يحلم بأمه وأبيه فهو فقدهما بحادث مؤلم إشتهر عند عامة الناس فهو حادث شنيع
وبقي هو يصارع أحزانه وهمومه بين جدران الأربع في غرفته الصغيره.
في النهار عند جدته يسمع كلامها ويأنس بحديثها فهي تذهب وحشته وتخفف عنه الشيء الكثير
تحكي له حكايات جميلة وقصص من الماضي وتجاربها ايام الطفولة
أما في الليل فالحزن رفيقه والآهات حديثه
قبل النوم وهو يتقلب على فراشه يأخذ وسادته ويضمها إلى صدره ويبكي بصوت مرتفع
وبدرجة محزنه تبكي من يسمعها وينادي (( أمي أمي أمي أمي ))
كان يتخيل أن أمه مكان هذه القطعة من القماش لتضمه بحنانها وعطفها
ولتحسسه بدفئها كان كثيراً مايحن لأمه لكنه يكتفي بالبكاء والسكوت الطويل .
مرت على الدراسة أشهر ولم يذهب لمدرسته خوفاً من تعليق الطلاب عليه
( يايتيم - يامشرد ) فهو لايتحمل تلك الكلمات الجارحه .
فمن لهذا الطفل المسكين ومن على شاكلته !!
إلا من يد حانية تعطف عليهم وتؤويييهم !!
ألا من كلمة طيبة ترضيهم فيها وإبتسامة صادقة تحسسهم بوجودهم !!
محبكم الـشــــاطـــــر؟؟؟